رئيس التحرير : مشعل العريفي
 المحامي سليمان الشعلان
المحامي سليمان الشعلان

تـعــزيــز الإنتمــاء الــوطنــي مســؤوليــة مــن !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الانتماء في إطاره العام يلقى كبير الاهتمام في الدراسات الاجتماعية والسيكولوجية وبما أن الموضوع حصر زاوية النظر فيما يتعلق بالانتماء الوطني لأهميته ومدى افتقار اكثر مجتمعات الدول النامية لتجلياته وتمظهراته سواء على صعيد المؤسسات أو الأفراد مما جعل هذا الموضوع يكتسي هذه الأهمية الكبيرة لكل مهتم بقضايا وطنه.
ولأن الانتماء المنشود موضوعه واسع جدا فلذا آثرت بداية الإشارة إليه بمجموعة من الكلمات على اعتبار أنها تمثل نوافذ مطلة على حديقة الانتماء الوطني الغناء فهو(اي الانتماء) من وجهة نظري يساوي التضحية –الشبع والقبول الاجتماعي – التوحد – الاستقرار – العقد الاجتماعي – تقدير الذات – الصحة النفسية – المشاركة – الإشباع المادي والمعنوي – التماسك - وعليه إذا لم يتوفر هذا الانتماء وضعف دافعه أو انعدم فإن الفرد (المواطن) يصبح في حالة حياد عاطفي بالنسبة لوطنه ومكوناته وبالتالي يكون اهتمامه إما في ذاته (أنانية) أو يصبح في حالة ركود وخمول وعدم نشاط لعدم توفر الدافع الذي يساعد على تجسيد هذا الانتماء بما يخدم وطنه في كافة المجالات .
إذن يصبح هذا الشخص المفتقر إلى هذا الانتماء منفصلاً عن ماضي وطنه وحاضره ولم يعد يهتم بمستقبله !!
وهنا تساؤل يطرح مفاده :
على من تقع المسؤولية الكبرى لتعزيز هذا الانتماء لدى المواطن تجاه وطنه ؟
من وجهة نظري المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة بحكم ما يناط بها من مسؤوليات بحكم موقعها وكذلك يقع على الأسرة من خلال التنشئة والتطبيع لهذا الانتماء في وجدان الناشئة وسأركز الحديث على دور الدولة بحكم تغلغلها داخل نسيج المجتمع وتدخلها من خلال اجهزتها الادارية ذات العلاقة وعليه يفترض على الحكومة التي تسير أجهزة الدولة بحكم مسؤوليتها أن تعمل على ترسيخ الشعور بالمواطنة من خلال التزامها بشروط العقد تجاه من تحكمهم فإن هي لم تؤمن الحماية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... للإفراد ولم تجعلهم على قدم المساواة عملياً أمام القانون فمن الطبيعي نتيجة لذلك أن يخف أو يتلاشى إحساس الأفراد بالمواطنة والولاء لذا سيبحث هذا الفرد الذي شوهت انتماؤه ممارسات الحكومة وسياساتها عن مرجعية أخرى تحميه وتقدم له شعوراً ولو كان وهمياً بهذه الحماية كالعودة للارتباط بدوائر الانتماء الصغيرة (القبيلة – العرق -.....) على حساب دائرة الانتماء الكبيرة (الوطن ) .
وهذا يؤكد مدى أهمية التنشئة والتطبيع الاجتماعي والسياسي لبناء اجتماعي قوي يساعد على ترسيخ هذا الانتماء الذي يعتبر من أهم دعائم الوطن .
وبما أن التغني بحب الوطن والانتماء إليه من دون أن يتجسد هذا الحب كواقع ملموس سيصبح هذا التغني كسراب بقيعة يحسبه الوطن انتماءً !!
ولقطع الطريق أمام هؤلاء المغنيين وفي نفس الوقت لمساعدة من ينشد الوقوف على هذا الانتماء ليقف على حقيقته سيكون من خلال النظر في بعض المؤشرات التي يمكن الاستدلال بها على هذا الانتماء للوطن :
- المشاركة الايجابية والفاعلة في الأنشطة التي تخدم الوطن وقضاياه على كافة المستويات .
- الدفاع عن مصالحه والعمل على درء الخطر عنه من أي كان .
- الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء إليه .
- المحافظة على ممتلكاته ومكتسباته .
وفي النهاية مهما تعددت وجهات النظر داخل الوطن فالمهم أن لا تصادم وجهته .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up